أحداث سيدي بوزيد كانت أكثر عنفا من سابقاتها
تأتي الاحتجاجات الشعبية بولاية سيدي بوزيد التونسية لتضاف إلى سلسلة احتجاجات مماثلة عرفتها البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية, اشتركت في المطالبة بالحق في الشغل والعيش الكريم والتنديد بجميع مظاهر الفساد والإقصاء والتهميش.
ولعل الرابط بين هذه التحركات اندلاعها بالمناطق الداخلية بوسط البلاد وجنوبها واتخاذها البعد الاجتماعي أكثر من السياسي, إضافة إلى طابعها العفوي البعيد عن أي شكل من أشكال التنظيم أو التأطير.
الرديف.. انتفاضة المناجم
ففي بداية العام 2008 انطلقت من مدينة الرديف التابعة لولاية قفصة بالجنوب الغربي لتونس احتجاجات اجتماعية سرعان ما امتدت إلى مختلف مدن الحوض المنجمي وبعض المدن المجاورة.
ففي بداية العام 2008 انطلقت من مدينة الرديف التابعة لولاية قفصة بالجنوب الغربي لتونس احتجاجات اجتماعية سرعان ما امتدت إلى مختلف مدن الحوض المنجمي وبعض المدن المجاورة.
وقد بدأ التحرك الاجتماعي في شكل احتجاج على نتائج اختبار للحصول على وظائف بشركة فسفاط قفصة -أكبر مشغل بالجهة- رأى الأهالي أنه لم يكن نزيها وشابته المحسوبية, ثم تطورت الأحداث لتصبح احتجاجا على الفساد وانعدام فرص الشغل ونقص المشاريع التنمية بالجهة الغنية بالفوسفات.
وتواصلت هذه الاحتجاجات عدة أشهر تم خلالها تنظيم مظاهرات واعتصامات وإضرابات, وسقط خلالها قتيلان وعدد غير محدد من المصابين إضافة إلى عشرات المعتقلين.
وقد حاولت السلطات المحلية والمركزية تطويق الأزمة عن طريق ممثليها المحليين الذين لا يستطيعون تقديم أي شيء ملموس باستثناء الوعود, التي لا تفلح عادة في نزع فتيل غضب الأهالي ووقف الاحتجاج.
ورغم اعتراف الحكومة التونسية بوقوع تجاوزات في التعاطي مع هذه الأزمة إلا أنها لم تعمل على تدارك الأمر مما زاد في موجة الاحتجاجات وفتح الباب أمام المزيد من التوتر.
بن قردان.. انتفاضة التجار وفي أغسطس/ آب 2010، تفجرت الأوضاع مرة أخرى وبالجنوب الشرقي هذه المرة حيث انتفض سكان مدينة بن قردان التابعة لولاية مدنين احتجاجا على تضييق السلطات على التجارة مع ليبيا التي تعتبر المصدر الرئيسي لرزق سكان المدينة.
وبدأت الاحتجاجات إثر قرار تحويل العمليات التجارية مباشرة بين ميناءي طرابلس الليبية وصفاقس مما يعني عمليا القضاء على دور الحمالين والوسطاء بمعبر المدينة الحدودي.
وتطورت الأزمة لتتخذ منعرجا خطيرا بعد قرار ليبيا فرض ضريبة دخول على السيارات, ومنع بيع البضائع الليبية إلا لمن يملكون رخصة تصدير وتوريد، أي القضاء نهائيا على النشاط التجاري لأهالي بن قردان.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire
votre Commentaire